سطا اللص على امرأه تنام فى هدوء مع أولادها بغيه سرقتها. ودخل غرفه
نومها ,ولم تحس به ,ورآها وهى تحتضن أطفالها حيث لايوجد ما يزعجهم ويسبب
لهم هلعا أثار هذا المشهد شفقة فى قلبه. ثم تطلع فى الحائط فرآه مزدانا
بصور جميله ملونه موضوعه داخل اطار ذهبى يغطيها الزجاج النقى. رأى صورة
لفتاه جميله تبدو عليها القداسه والطهر والنقاء والبراءة والورع,فتعجب
كم تصنع الايام بالناس فهذه صورتها وهى شابه صغيره السن يبدو عليها كل
هذه الصفات الجميله ,ويظهر منها انها ابنه احد الشرفاء, ولم يكن يدرى ان
هذه الصوره التى تقدم نفسها له,انما هى صوره ام النور المكرمه القديسه
الطاهره مريم. ثم اسدار يمينه فراى صوره لرجل يظهر على ملامحه الهدوء
والبساطه والعمق والقداسه والحب والقوة بكامل معانيها فقال فى
نفسه ........ وهذه صوره من صوره والدك...... انك على ما تبدين ابنه احد
الاكابر اذا كان والدك بهذه العظمه ,فانت امراة عظيمه بلا شك . ولم يكن
يدرى ان هذه الصوره التى تقدم نفسها له انمت هى صوره السيد المسيح
القدوس الذى له المجد. ثم استدار يسرة فجمع ملابسه وادواته وشرع فى
الهروب الى خارج البيت خوفا من زوجها الذى علق صورته هو ايضا فقد تاكد
انها زوجه لضابط فى البوليس يمسك حرابا فى يديه ويحارب بها وحشا مفترسا
لابد وانه فارس قوى مخيف !
مرعب
ولم يكن يدرى انها صوره الشهيد العظيم مارجرجس.
وخرج الرجل وهو يردد فى نفسه هذه الكلمات دى اتاريها من عيله كبيرة)
وكان للصور الصامته بركه وقوة استطاعت ان تحارب عنها فى نومها وان تخيف
المجرمين بدون سلاح وترعب السارقين وهى عزلاء - من كتاب (كله للخير)"