aghapy windows المدير
عدد الرسائل : 272 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 11/12/2007
| موضوع: عماد السيد المسيح الثلاثاء يناير 15, 2008 3:50 am | |
| عيد الأنوار+ لقد أعتمد السيد المسيح لكى يطهر البشرية الساقطة وليعيد إليها سكنى الروح القدس . هناك إرتباط وثيق بين معمودية السيد المسيح وبين المعمودية فى الكنيسة . فيسوع قد تقدم إلى يوحنا لكى يعتمد منه وهو لم يكن محتاجاً إلى أن يستقر عليه الروح القدس . نحن كنا محتاجين إلى الولادة الجديدة التى تطهر الأنسان وتجدده وتهبه الطبيعة الجديدة تصلح أن تكون مسكناً للروح القدس . نحن كنا غرباء عن الروح القدس وفى حالة خصام معه لأن طبيعتنا كانت مظلمة ولا شركة للظلام مع روح القداسة . لذلك رتب كلمة الله ـ وهو أساساً واحد مع الروح القدس فى الجوهر ـ أن يتجسد ويعتمد من يوحنا وينزل عليه الروح القدس من أجلنا نحن وهذا هو الفعل الخلاصى يهبه لكل من يعتمد بإسمه . [ اليوم أعتمد (يسوع) من يوحنا كى يطهر ذلك الذى سقط وكى يسكب الروح القدس من السماء ويرفع الأنسان إلى الفردوس ويخزى الذى أسقطه ] القديس غريغوريوس النيسى + فالتجديد وهو الثمرة الأولى للمعمودية : يمكن تلخيص مفهوم التجديد فى المعمودية عند القديس غريغوريوس فى خمس نقاط :ـ 1ـ التجديد ....... ثمرة لعمل السيد المسيح الخلاصى وثمرة لمعموديته. 2ـ التجديد ....... تحرر ومغفرة وإستنارة . 3ـ التجديد....... يحدث على مستوى النفس فى الأنسان الداخلى . 4ـ التجديد ....... بالمعمودية تنبأ عن العهد القديم 5ـ التجديد ....... هو عمل إلهى لكنه كأى عطية يحتاج منا أن نخدمها إن نظهرها فى سلوكنا بإعمال البر . [ المعمودية إذن هى تطهير من الخطايا ومغفرة للزلات وتجديد للأنسان . نفهم التجديد على مستوى النفس (الأنسان الداخلى) وليس على مستوى الشكل الخارجى . فالشيخ لن يعود ـ كما ظن نيقوديموس بفهم خاطئ ـ ويصبح طفلاً صغيراً ولن ترجع التجاعيد وتاشعر الأبيض إلى نضارة الشباب . لكن ذلك الذى يحمل ندوبات الخطية (جروح الخطية وأثارها داخل النفس) والذة شاخ فى العادت الشريرة يعود بالنعمة الإلهية إلى طهارة الأطفال . كما أن الطفل المولود يكون بلا لوم وبلا عقاب . هكذا يكون طفل التجديد (الأنسان بعد المعمودية) بلا لوم لأنه قد تحرر بالهبة الإلهية من العقاب . هذه الهبة لا يعطيها الماء لكن تنالها بالأمر الإلهى وبحلول الروح القدس الذى يحدث سرياًكى يحررنا ]. القديس غريغوريوس النيسى (335 ـ 394م) . كما أن الطفل المولود لا تحركه الأهواء والشهوات هكذا تكون الطبيعة الجديدة التى نأخذها من المعمودية حرة نقية لا تحركها الخطية إلا حين نخضع نحن للخطية بإرادتنا وكما أن الطفل المولود يكون نقياً بسيطاً فى مشاعره وأفكاره نكون نحن كذلك أنقياء حين نخرج من المعمودية . + نبوات العهد القديم عن المعمودية: رأى القديس غريغوريوس فى العهد القديم العديد من النبوات التى أشارت إلى المعمودية. (1) فحين طردت هاجر مع ابنها اسماعيل , قارب اسماعيل من الموت عطشانا فى برية بئر سبع لكن تحنن الله عليها وأرسل ملاكا لهما" بئر ماء كانت بمثابة مصدر الحياة لإسماعيل (تك 21) لولا بئر الماء لمات اسماعيل فالماء عملياً خلص اسماعيل من الموت. هكذا ماء المعمودية الإنسان من الموت الروحى و يجدده ويهبه الحياة الأبدية. (2) فى لقاء يعقوب وراحيل عند البئر إشارة إلى المعمودية. فالبئر كان مغطى بحجر موضوع فوقه وحين دحرج الحجر أصبح الماء متاحاً. وهذا الأمر ظل للامور العتيدة التى حدثت بعد ذلك. من هو الحجر إلا المسيح نفسه لأنه تنبأ عنه اشعياء قائلاً "هأنذا أؤسس فى صهيون حجراً. حجر إمتحان حجر زاوية كريماً أساساً مؤسساً" (اش 16:28). تنبأ دانيال أيضا قائلاً "قطع حجر من جيل بلا يدين" (دا34:2). هذا هو المسيح الذى ولد بدون زرع بشر. فوق البئر كان هناك صخرة روحية المسيح مخفياً فى الأعماق سر التجسد الذى احتاج لأجيال حتى تكشفه. من الصخرة الروحية شربنا شراباً روحياً أى إنسكب علينا الروح القدس. (3) يرى فى حياة موسى النبى إشارتين إلى المعمودية: حين كان موسى طفلاٌ كان معرضاً للموت على يد فرعون الذى أمر بقتل أطفال العبرانيين لكن أم موسى وضعته فى الماء (النهر) فأنقذت حياته. فالماء كان الوسيلة التى من خلالها أنقذت حياة موسى تماماً مثل المعمودية التى تفتح لنا باب الحياة الأبدية. والمرة الثانية فى عبور البحر الأحمر إشارة واضحة للمعمودية التى أكدها بولس الرسول قائلاٌ " بالإيمان إجتازوا فى البحر الأحمر كما فى اليابسة الأمر الذى لما شرع فيه المصريون غرقوا" (عب 29:11). + السلوك فى البر يخدم الموهبة : رغم أن الموهبة داخلية ورغم أن التجديد الذى نناله يحدث فى أعماق الإنسان الداخلية إلا أنه يظهر فى السلوك والحديث وينعكس على المشاعر والأفكار. (أنتم الذين نلتم هبة التجديد,احذموا الموهبة التى نلتموها بالنعمة فى السر. إظهروا فى أحاديثكم التغير الذى تحقق بتحولكم إلى الأفضل. إظهروا الإنسان الجديد كى توضحوا التغير من القديم ( الحياة القديمة فى الخطية) إلى التجديد (الإنسان الجديد فى المسيح). وهذا يظهر بكل وضوح فى حركات النفس الداخلية التى تفصل نفسها عن الحياة العتيفة السابقة وتدخل فى جدة الحياة لتظهر الفرق بين القديم والجديد). ( الإنسان القديم شهوانى يشتهى ما لغيره, يتعلق بمقتنيات الآخرين, كاذب وصلف هذا الإنسان يصبح بالمعمودية طاهراً , ملتزماً مكتفياً بما عنده معطاء للمحتاجين هذا الإنسان (الجديد) تظهر فى حياته كل طريق حسن. لأنه كما أن الظلام يطرد بالنور هكذا الإنسان العتيق يختفى بأعمال البر) + هذه هى الولادة الثانية إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. فهى ولادة روحية: بها نولد بواسطة الروح القدس ـ وبها تصير لنا رؤية ملكوت الله ( فى هذا العالم) ـ وبها نقدر أن ندخل الملكوت ( فى الحياة الأبدية) هى هى المعمودية : بها تولد الحواس الروحية والأعضاء الروحية فنقدر أن نرى الله. ـ بها نعطى اسماً جديداً هو اسم إلهنا ويصير لنا كأبناء له حق ميراث الملكوت. + كيف يمكن أن يكون هذا؟ أحد معطلات عمل الروح القدس فى تجديد حياتنا هو تسأؤلنا كيف؟ ـ لو تسأل موسى وهو واقف أمام البحر الأحمر. كيف تنشق المياه؟ لما إستطاع أن يعبر هو وشعب إسرائيل معه. ـ لو تسأل المقعد الذى أمره المسيح أن يقوم ويحمل سريره. كيف؟ لما قام ولا كان له شفاء. الإنسان يتساءل كيف؟ والله يجيب قائلاً "آمن فقط" حينما تساءلت مرثا: كيف يمكن أن يقوم أخوها لعازر بعد أن أنتن؟ قال لها الرب يسوع " إن آمنت ترين مجد الله" لا تسأل يا أخى كيف يمكن أ ن تتغير حياتى وتتجدد إلى حياة أولاد الله؟ كيف يمكن أن تتحرر من خطية تحاربنى فى أعضائى وتغلبنى؟ كيف أقهر موتا يتسلط على جسدى؟ لا تسأل الرب كيف؟ بل فى تسليم قل : ليكن لى يارب كفولك. أن المسيحية هى حياة تعاش. فهى سر عظيم يصعب على العقل البشرى أن يفهمه, ولكن بقلبه فقط يستطيع أن يقبله. حينئذ يستنير العقل والحواس لتدرك هذا السر الخفى منذ الدهور ويستطيع الإنسان المولود من الروح القدس أن يفحص بروح الله كل شىء حتى أعماق الله. وكل عام وأنتم بخير | |
|